- شهيّب : ذاهبون الى مشكلة كبيرة في غياب البدائل لمطمري الكوستابرافا وبرج حمود-رأس وزير البيئة طارق الخطيب اجتماعاً ظهر اليوم ضمّ اتحاد بلديات الكورة برئاسة كريم بو كريم وبمشاركة عدد من رؤساء الدوائر في الوزارة للبحث في المشاكل
زاوية الاطفال
السلاحف البحرية
في البدء…
 
" عرفتها الارض قبل البشر سكانا" هنا في هذا العالم ، ظهرت السلاحف مع ظهور الديناصورات وهنا شهدت انقراض هذه الأخيرة . وهنا بقيت وتغلبت على تقلبات الطبيعة وما زالت تقاوم الاضطرابات والتغيرات التي يلحقها الانسان بالعالم.
 
ليس ذلك وليد صدفة. فأن نجحت السلاحف بمقاومة تلك التغيرات كلها فلأنها مخلوقات صلبة وقادرة على التكيف، ولكن هل تستطيع أن تقاوم وتتكيف مع الصعوبات الكثيرة التي تواجهها الآن؟ الأمر متعلق الى حد بعيد بافعالنا نحن البشر... ولكن ان ادراكنا أهمية هذه المخلوقات يمكننا أن نقوم بخطوة أولى لمساعدتها على الحفاظ على مكانتها في هذا العالم."
 

 
تصنيف السلاحف البحرية
 
السلاحف من الزواحف . وقد قاومت هذه المجموعة من الحيوانات أكثر من 200 مليون عام من التغيرات البيئية . تنحدر الزواحف من الحيوانات البرمائية وهي مجموعة بدائية من الفقاريات تعيش على اليابسة وفي الماء العذب . ومن بين اصناف الزواحف الـ6000 تشكل السلاحف 210 أصناف تضم السلاحف البرية والنهرية والبحرية.
 
تنتمي السلاحف البحرية الحالية الى اسرتين من سلالة الـChelonia الاسرة الاولى هي اسرة الـDermochelydae التي تضم صنفا" واحدا" من السلاحف وهو السلاحف الجلدية الظهر.( Dermochelys Coricea ) اما الاسرة الثانية فهي Cheloniidae التي تتألف من فرعين ، الفرع الاول  Cheloniniيضم السلاحف الخضراء (Chelonia mydas ) والفرع الثاني Carettini يضم السلاحف الضخمة الراس (Caretta caretta).
 
الاقارب الأولون
 
على الرغم من غياب ما يثبت تاريخ ظهور السلاحف ، فان الفئة المعروفة منها تعود الى العصر الترياسي منذ 180 مليون عام حيث بدأت الديناصورات تهيمن على اليابسة. وكانت السلاحف الترياسية تشبه الى حد ما السلاحف العصرية ولكن مع بعض الفوارق. فعلى سبيل المثال ، كان لبعض السلاحف القديمة التي تعيش على الارجح في المستنقعات اسنان بدلا" من فكين حادين. ومع الوقت ، بدأت بعض الفئات من السلاحف تعيش على اليابسة فيما كانت السلاحف الاخرى تمضي معظم وقتها في الماء. وقد عثر مؤخرا" في جنوب زداكوتاس في الولايات المتحدة الاميركية على بعض العظام المتحجرة لسلحفاة بحرية ضخمة تعود الى حوالي 70 مليون عام ويبلغ عرضها ستة امتار. اما السلاحف البحرية التي نراها في ايامنا هذه فقد ظهرت منذ 60 مليون عام تقريبا. وباستثناء الافاعي البحرية ، وحدها السلاحف البحرية من بين سائر الزواحف نجحت في العودة الى البحر.
 
 
خصائص السلاحف البحرية
 
عرفت السلاحف التي انتقلت الى البحر عددا" من التغيرات التي سمحت لها بالتكيف مع الوسط المائي ولكنها احتفظت بخصائص الزواحف. أولا" ، لا تزال السلاحف البحرية تبيض بيضها على اليابسة. ثانيا" ، تملك السلاحف البحرية كسائر الزواحف رئتين تمكنانها من التنفس . وباستثناء السلاحف الجلدية الظهر الشبيهة بالسلاحف النهرية، فان السلاحف البحرية مكسوة بالحراشف. وعلى غرار الزواحف الاخرى، تتجنب السلاحف البحرية درجات الحرارة القصوى بما أنها تعتمد بشكل اساسي على حرارة المياه حيث تعيش. وبالتالي، نجد السلاحف البحرية باستثناء السلاحف الجلدية الظهر في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية. اما السلاحف الجلدية الظهر فتستطيع فضلا" لحجمها الكبير ان تولد الحرارة الداخلية اللازمة لتحمل المياه الباردة. اخيرا"، تعيش السلاحف طويلا مثل الزواحف الاخرى كما يمكنها ان تبقى فترات طويلة من دون طعام. ان اعمار السلاحف البحرية غير محددة بدقة ولكنها تتعدى الخمسين عاما" حسب الاعتقاد السائد. ولا تعيش مئات السنين كما يذكر لدى بعض الناس.

 
اكثر ما يلفت النظر لدى كافة السلاحف - ومما يمكنها من الصمود اكثر من الاصناف الاخرى الاخرى بما فيها الديناصورات- هو الترس ( ظهر السحفاة العظمي). فالترس كناية عن هيكل مصفح يحمي الاعضاء الداخلية الحيوية الصعيفة. ويتألف الترس العلوي او الغطاء الخارجي الصلب من مادتين مختلفتين : طبقة داخلية من الصفائح العظمية وطبقة خارجية رفيعة من الحراشف الخشنة. ويتصل الترس بالجانب السفلي (صدر السلحفاة) عبر صفائح صلبة تعرف بالجسور الجانبية.
 
اما السلاحف البرية فغالبا ما يكون ترسها على شكل قبة لتتمكن من ادخال راسها واطرافها بالكامل الى الداخل. وبالتالي ، تكون السلاحف في امان ، ما لم يسحق احد الحيوانات الضارية ترسها. ولا تتمتع السلاحف البحرية بهذه القدرة لان السلاحف التي تعيش في المياه العذبة او في البحر طورت ترسا" مبسطا" يتيح لها التحرك في الماء بسهولة اكبر. وقد بسطت السلاحف البحرية ترسها اكثر من السلاحف النهرية عبر ادخال جزء اكبر من هيكلها العظمي في الترس.
 
وعلى الرغم من ترسها المبسط ، تفوق السلاحف الزواحف الاخرى حجما". مما جعل السلاحف البحرية تنمي احشاء كبيرة تساعدها على الهضم وتمكنها من ان تبيض عددا اكبر من البيض دونا" عن سواها من الزواحف.
 
ومع مرور الزمن ، تحولت قوائم السلاحف البرية والقصيرة الى اياد مسطحة تميز السلاحف البحرية. وتستعمل اليدان الاماميتان للدفع فيما تلعب الخلفيتان دور الدفة. وبعض السلاحف البحرية قادر على اجتياز 35 ميلا في الساعة او على السفر مئات الكيلومترات عبر المحيط. ولكن لتطور الايادي هذا سيئاته ايضا"، إذ بسببه امست السلاحف البحرية تتحرك بصعوبة كبيرة على اليابس. فعلى خلاف السلاحف البرية وبعض السلاحف النهرية التي تستطيع ان ترتفع عن الارض وهي تمشي، على إناث السلاحف البحرية ان تجر نفسها على الشاطىء لتبني عشها. ان أغلبية الاصناف تزحف على غرار الحيوانات الارضية ذات القوائم الاربع التي تحرك القائمة اليسرى الامامية مع القائمة اليمنى الخلفية والعكس بالعكس. ولكن السلاحف البحرية الخضراء مختلفة لانها تزحف محركة قوائمها الاربع في الاتجاه نفسه دفعة واحدة.
 
لقد نمى كل صنف من اصناف السلاحف البحرية الثمانية خصائص اخرى مكنتها من النجاح في الوسط البحري مقلصة المنافسة بين الاصناف المختلفة. فعلى سبيل المثال ، لكل صنف من اصناف السلاحف البحرية نظام غذائي خاص به يحد من التنافس على الطعام. كما أن التنافس ضئيل على المناطق التي يختارها كل صنف ليبني عشه ايضا. فالسلاحف الجلدية الظهر مثلا تفضل الشواطىء الطويلة والموحلة والخالية من الحجارة فيما تفضل السلاحف الخضراء والسلاحف الرأس الشواطىء الرملية. وهناك اصناف تفضل الخلجان الصغيرة. وان اختار صنفان الشاطىء نفسه ، يضع الصنف الاول بيضه قبل الصنف الثاني في خلال الموسم.
 
ولكل صنف طريقة مختلفة في التكيف مع محيطه. فبفضل ترسها الداكن، تستطيع السلاحف البحرية الخضراء أن تأكل العشب البحري بواسطة فكها المسنن من دون ان تراها الحيوانات الاخرى. اما السلاحف البحرية الضخمة الراس فقد نمت فكين قويين لسحق السراطين وحيوانات البطلينس ( جنس محار).
 
التناسل
 
تجتمع السلاحف البحرية البالغة من كل صنف سنويا" في اماكن معينة في البحر لتتزاوج. ويفترض ان يكون تخصيب البيض الذي وضع في أحد المواسم قد حصل منذ سنوات عديدة وأن يكون المني قد حرن واستعمل للفراخ في المواسم التالي. وبعد التزاوج مباشرة، تخرج إناث السلاحف البحرية من الماء وتبحث على الشاطىء عن موقع يناسبها لتضع بيضها. ان معظم الاصناف تضع البيض ليلا" وكثيرا" ما تختار الشاطىء الذي شهد ولادتها( وتعود انثى معظم الاصناف الى الماء من دون ان تضع البيض اذا ازعجتها الاضواء او الاصوات على الشاطىء).

 
ما ان تجد الانثى مكانا" مناسبا"، تحفر حفرة تستوعب جسمها ومن ثم حفرة اخرى على شكل جرة بواسطة قائمتيها الخلفيتين. ومن ثم تغرف الرمل بتأن تام بقائمتها وتطرحه جانبا" فتغرف كمية اخرى منه بالقائمة الثانية. وعندما تجهز الحفرة تضع الانثى بيضها الطري كالجلد في العش بيضة او بيضتين معا". وفيما تقوم بذلك تجري الدموع من عينيها لتبقيهما رطبتين ولتحميهما من الرمل. (ومن شأن الدموع التي تفرزها الغدد في محجر العين أن تساعد السلاحف ايضا" على افراز كمية الملح الزائدة).
 
تضع الانثى مئة بيضة تقريبا" في كل عش يتراوح قطر الواحدة منها بين 4 و7 سنتمترات. وعندما تنتهي الانثى من وضع بيضها، تشرع بتغطيته بالرمل على علو نصف متر ومن ثم ترصه. بعد ذلك تحاول ان تخبىء العش فتنثر الرمل عشوائيا حوله بقوائمهما والى جوانب الحفرة.
 
وقد تبني الانثى عشا" كل اسبوعين في خلال الموسم. ففي موسم واحد ، قد يتراوح عدد اعشاشها بين 3 و8 أعشاش . وبشكل عام، تبيض اناث السلاحف البحرية مرة كل سنتين الى اربع سنوات . وبالتالي قد يؤدي ذلك الى تقلبات كبيرة في عدد السلاحف التي تبني الاعشاش بين سنة واخرى.
 
يفقس البيض عادة بعد شهر او شهرين ما لم تدمره المياه او تعثر عليه الحيوانات الضارية. وتنعكس حرارة العش على السلاحف العتيدة. واذا كانت الحرارة عالي ، اتت السلاحف إناثا" وان انخفضت الحرارة أتت السلاحف ذكورا".
 
وفي معظم الاحيان، يفقس كافة بيض العش في الوقت نفسه. وعندما تخرج الفراخ من البيض تبدأ بشق طريقها نحو سطح الرمال. وبعد تفتيت الرمل من الجانبين ومن اعلى العش، يقع الرمل الى قعر الحفرة مع القشور المطروحة. وبذلك يرتفع قعر العش تدريجيا" ليصبح بمستوى السطح. وتبقى الفراخ عند حافة العش بانتظار ان يصبح الجو باردا في الخارج. مما يدل ان الفراخ التي يبلغ طولها 5 سنتم تخرج اثناء الليل عادة وخاصة قبل الفجر.
 
التغلب على المخاطر
 
تطرح السلاحف البحرية هذه الكمية الكبيرة من البيض لأن عددا" ضئيلا" من الصغار فقط يستطيع المقاومة حتى يفقس ويكبر وقد يبلغ فرد واحد من اصل الف بيضة عمر النضوج. فان كان العش في مكان منخفض على الشاطىء قد تؤدي تيارات المياه القوية او المطر الغزير الى الفتك بالبيض. ولكن تهافت الفراخ الى البحر هو المرحلة الاكثر خطورة في حياة السلاحف البحرية التي تتبع غريزتها وتتوجه نحو الافق الاكثر اشراقا" اي نحو النور الذي يلوح وراء البحر. وان سطع النور وراء الشاطىء ستزحف الفراخ نحو الداخل وتموت. وفي حال توجهت مباشرة نحو البحر، قد تتعرض الى هجمات الكلاب والثعالب وبنات آوى والسراطين والطيور.
 
وهناك حيوانات ضارية اخرى كالاسماك والقروش تهدد الفراخ بعد بلوغها الماء. فخلال الاسابيع الاولى لا تستطيع الاخيرة ان تغطس لمدة طويلة وبسرعة،كما وتعجز عن السباحة جيدا" كي تتفادى هذه الحيوانات المفترسة. ويعتقد أن السلاحف القليلة التي تبقى على قيد الحياة تمضي اشهرها الاولى على الطحالب البحرية التي تجرفها المياه بعيدا" عن الشاطىء والتي تحميها من الحيوانات الضارية . فيتسنى لها ان تأكل المخلوقات الصغيرة التي تعيش على هذه الاعشاب. وتظل هذه السلاحف الصغيرة تحت رحمة التيارات المائية ما لم تبلغ سنة على الأقل من عمرها.
 
لا نعلم كم من الوقت يستغرق نضج السلاحف البحرية ولكن تتراوح التقديرات بين 8 و50 سنة. وتظهر هذه الفترة الطويلة في النضج مشاكل هامة تهدد حياة السلاحف البحرية . فالقروش الضارية والانسان والصيد المتعمد ووقوع السلاحف البحرية العرض في شباك الصيد، كلها عوامل تحد من فرص السلحفاة البحرية على التكاثر. وبذلك يشكل فقدان السلاحف البحرية البالغة وبخاصة الإناث منها، ضررا مزدوجا لانه لا يفقد الحيوانات فردا منها فحسب بل يفقدها فردا قادر على التكاثر؛ فيتم القضاء على كافة البيض الذي كانت السلحفاة البحرية في المستقبل، ولقتل السلاحف البحرية اليافعة النتائج نفسها ولكن انعكاساته لا تبرز الا بعد بضع سنوات.
 
تحديد السلاحف البحرية وتوزعها في البحر المتوسط
 
هناك ثمانية اصناف من السلاحف البحرية نجد ثلاثة منها في البحر المتوسط. لا تمكث السلاحف الجلدية الظهر طويلا في مياه المتوسط في حين ان السلاحف الخضراء والسلاحف الضخمة الرأس تبني اعشاشها في مواقع مختلفة على طول ساحل المتوسط.
 
ان السلاحف البحرية تستطيع ان تنقل مرض خطير هو السالمونلا (Salmonella) مثل كثير من الزواحف لذلك يجب غسل اليدين جيدا بالماء والصابون بعد امساكها.
 
السلحفاة البحرية الخضراء (Chelonia mydas)
 
لا يتعدى وزن فراخ السلاحف الخضراء ال 28 غراما عند الولادة ويمكن تمييزها بفضل الاطار الابيض حول الترس والاطراف. اما طول السلاحف البحرية الخضراء فيترواح بين 90 و100 سنتم فوق التروس ويتراوح وزنها بين 113 و 182 كلغ. وتتمتع بأربعة دروع ضلعية وبدرعين اماميتين. لونها بني ماثل الى السواد فيما يكون صدرها عامة اصفر باهت او ابيض قشدي. معظم السلاحف الخضراء نباتية تأكل الطحالب والاعشاب البحرية. ولكن الصغار تأكل الطعام الحيواني المصدر.
 
نجد السلاحف الخضراء في البحار على مسافة تتراوح بين 35 درجة شمالا و35 درجة جنوبا من خط الاستواء. وان شواطىء تركيا وقبرص التي تقع شرق المتوسط هي الشواطىء الاساسية التي تأوي السلاحف الخضراء، وقد تم مؤخرا اكتشاف بعض مواقع تعشش السلاحف الخضراء في شواطىء جنوب لبنان.
 
وقد ادرج الاتحاد العالمي لحماية الطبيعة على لائحته الحمراء للحيوانات المهددة للعام 1990 السلاحف الخضراء على انها معرضة للخطر. ويعتقد ان مجموعة السلاحف الخضراء التي تعيش في المتوسط معزولة عن باقي المجموعات وان حجمها يتضاءل بسرعة فائقة. وقد قدر عدد اناث السلاحف الخضراء الباقية في المنطقة بـ 400 سلحفاة . اما السلاحف الاخرى
 
فتتوزع في البحار الاستوائية وشبه الاستوائية.
 
السلحفاة البحرية الضخمة الرأس ( Caretta caretta)
 
يتراوح طول السلاحف الضخمة الرأس بين 90 و 114 سنتم فوق التروس. اما وزنها فيتراوح بين 113و182كلغ. وتتمتع على الاقل بخمسة ازواج من الدروع الامامية. وتعتبر السلاحف اساسا من الحيوانات آكلة اللحوم اذ يتألف غذاؤها من المحار والاسفنج وقنديل البحر وهي محصنة بفكين قويين يمكنانها بخاصة من التهام المخلوقات القاسية القشرة.
 
ويصعب احيانا التمييز بين السلاحف الضخمة الرأس والسلاحف الخضراء لانها غالبا ما تجمع على تروسها وجلدها حيوانات بحرية قشرية دبقة مما يجعل لونها قائما ويضيف عليها  خصائص اخرى.
 
وقد ادرج الاتحاد العالمي لحماية الطبيعة على لائحته الحمراء للحيوانات المهددة للعام 1990 السلاحف الضخمة الرأس على انها عرضة للانقراض. تتواجد هذه الاخيرة على شواطىء البحر المتوسط في كل من اليونان وتركيا وقبرص وليبيا. في لبنان. تمتد المناطق القليلة التي تعشش فيها هذه السلاحف على طول الساحل كما نجدها في محمية جزر النخيل الطبيعية. اما السلاحف الاخرى فتتوزع بين جنوبي شرقي الولايات المتحدة والمكسيك والعديد من بلدان اميركا الجنوبية.
 
السلفاة البحرية الجلدية الظهر( Dermochelys coriacea)
 
تتميز السلاحف الجلدية الظهر عن سائر السلاحف البحرية بالجلد الذي تكتسي به. يترواح طول هذه السلاحف بين 152 و178 سنتم وتزن بين 320 و 090 كلغ. وقد بلغ وزن سلحفاة ضخمة للغاية عثر عليها في عرض بحر الوايلز في العام 1991 995 كلغ. تتمتع السلاحف الجلدية الظهر بخمس ضلوع تمتد على طول ترسها. وتتفوق على سائر السلاحف البحرية بقدرتها على التجوال مسافات طويلة في المحيط. ويعتقد ان هذه السلاحف تهاجر من اميركا الجنوبية الى شمالي شرقي الولايات المتحدة ومن ثم تعود في خلال سنة واحدة. والسلاحف الجلدية الظهر سوداء اللون او بنية داكنة وغالبا ما تكون مرقطة باللون الابيض او بالبني الشاحب. وعلى عكس الاصناف الاخرى من السلاحف، لا تملك السلاحف الجلدية الظهر مخالب في يديها الاماميتين. اما بالنسبة الى طعامها، فيتألف معظمه من قناديل البحر التي تبقيها في معدتها بعد ان تلتهمها بفضل الاشواك الخلفية الطويلة الموجودة في حنجرتها.
 
اما الشواطىء الاساسية التي تتخذها هذه السلاحف مواطنا لها فتقع في المكسيك من جهة المحيط الهادىء وفي بلدان 
 
 
السلاحف البحرية في لبنان
 
تم في لبنان تسجيل صنفين من السلاحف البحرية التي تبني اعشاشها في البحر الابيض المتوسط. ان البيض الذي تطرحه السلحفاة الضخمة الرأس في شهر حزيران تحديدا هو الاوفر عددا. ويحصل التفقيس في مطلع شهر آب. هذا، وتقع العديد من مواقع الاعشاش  التي حددت على الشواطىء الرملية في محمية جزر النخيل الطبيعية وفي بعض شواطىء جنوب لبنان.
 
اما السلحفاة البحرية الخضراء فتضع بيضها ابتداء من اواخر شهر ايار حتى شهر حزيران. وقد تم مؤخرا اكتشاف مواقع الاعشاش في جنوب لبنان مما استرعى اهتماما دوليا ملفتا.
 
ان العديد من المواقع الممتدة على طول الساحل اللبناني والتي كانت تشكل مواقع اعشاش ملائمة للسلاحف البحرية لم تعد صالحة لذلك في خلال العقود الماضية؛ وذلك بسبب الاساءات المختلفة الملحقة بالشواطىء كرمي النفايات ونقل الرمال وتوسيع الشواطىء والتعديل الذي لحق بنظامها البيئي. كما تقع السلاحف البحرية عادة في شرك الصيادين وغالبا ما يحدث ذلك عرضيا مما يؤدي الى قتلها. وتعلق الإناث في فخ الصيادين فيما تتوجه نحو الشواطىء لتبني عشها. كثيرة هي السلاحف التي تبدي انزعاجها وتعود الى البحر قبل ان تضع بيضها.
 
والجدير بالذكر انه اصدر وزارة الزراعة قرار رقم 125/1 تاريخ 23/9/99 يقضي بمنع صيد الحيتان وفقمة البحر والسلاحف البحرية. 
 
كما وقع لبنان اتفاقية برشلونة وبروتوكولها لحماية البحر المتوسط من التلوث. وتعتبر وزارة البيئة الجهة الرسمية المسؤولة عن تنفيذ بنود هذه الاتفاقية عبر وضع تشريعات وخطط عمل لحماية المحميات الطبيعية والسلاحف البحرية. 
 
وقد اجرت وزارة البيئة دراسة في صيف 2001 بالتعاون مع مركز الانشطة الاقليمي المتعلق بالمناطق المحمية الخاصة RAC/SPA لاجراء مسح شامل على الشاطىء اللبناني. والهدف من هذه الدراسة هو تحديد وتقييم مواقع تعشيش السلاحف البحرية الحالية والمحتملة، مما سيسهم في وضع خطة عمل وطنية للمحافظة على السلاحف البحرية. وتتضمن هذه الخطة رصد تواتر وضع البيض على كل شاطىء مع تحديد للمخاطر المحدقة بها والتدابير الممكنة للحفاظ على هذه الحيوانات.
 
كما سيتم وضع اجراءات حول الحماية الواجب اخذها في حال وقوع السلاحف البحرية في شباك الصيادين. او في حال اكتشاف موقع تفقيس السلاحف.
 
 
المخاطر والحفاظ على السلاحف البحرية
 
نجحت السلاحف البحرية في التكيف مع بيئتها وهي عناصر مهمة من المنظومات البحرية حول العالم. ولكن لسوء الحظ، قليلة هي السلاحف المهيأة لمواجهة التدهور والتغيرات البيئية التي سببها الانسان. فهناك انواع عديدة من النشاطات البشرية التي تهدد استمرارية السلاحف البحرية
 
أ- الاستهلاك البشري للسلاحف والمنتجات المصنفة منها
 
تجمع كميات كبيرة من بيض السلاحف البحرية في مناطق عديدة وتقتل السلاحف البالغة من اجل الاستهلاك البشري. في بعض البلدان كمصر، لا يزال حصاد السلاحف شرعيا. في حين، يستهلك لحم السلاحف ودمها بطريقة غير قانونية في بلدان عديدة اخرى.
 
كما تستعمل السلاحف في صنع سلع للتزيين وقد ازداد الطلب على المنتجات المترفة المصنعة من السلاحف البحرية.
 
ب- صيد السمك بسبب القتل العرضي
 
تبرز مشكلة اخرى خطرة تؤدي الى الموت العرضي للسلاحف البحرية التي تعلق بشباك الصيد فتموت غرقا او اختناقا. وقد بلغت نسبة السلاحف التي قتلت بهذه الطريقة في بعض السنوات ارقاما مرتفعة. وفي بعض الاحيان، يبدو ان الصيادين يقتلون السلاحف لاعتقادهم بأنها تمزق شباكهم.
 
ج- تدمير موطن السلاحف وتدهوره
 
تقلص حجم العديد من الشواطىء التي تبنى عليها الاعشاش واصبحت غير صالحة بسبب استعمال المناطق الساحلية المتزايد للتنمية والسياحة: فالضوء المنبعث من المباني المجاورة يربك ويهدد حياة الفراخ، والعوامل المزعجة لا تشجع الإناث على وضع بيضها، وتدهس المركبات الاعشاش او تترك اثارا تكون بمثابة فخ مميت، وقد تمسي القصور الرملية عوائق لا يمكن تخطيها؛ اما الوسائل المستعملة للتظليل فتعيق نمو البيض، كما تلحق الزوارق المزودة بمحركات اذى مميتا بالسلاحف.
 
لقد اصبحت حياة السلاحف البحرية ومصادر قوتها معرضة للخطر بسبب تدهور الموائل البحرية كتدمير الاحياد البحرية المرجانية والتقاط المحار بالشباك والرسو العشوائي. كما حدت المياه المبتذلة الجارية على سطح الارض بالاضافة الى المبيدات المنبعثة من المناطق الزراعية والمدنية من كمية الضوء المتوافرة للحيوانات والنباتات التي تقتات بها السلاحف البحرية. اما الملوثات الكامنة في المخلوقات البحرية فتتراكم بنسب مرتفعة في السلاحف التي تقتات بها، وقد تكون مسببة للاورام الخبيثة التي اصابت بعض مجموعات السلاحف البحرية. وغالبا ما تؤدي النفايات الى موت السلاحف البحرية التي تلتهم الاكياس البلاستيكية التي تشبه القناديل البحرية.